ماذا تعرف عن تصلب الجلد المناعي؟






إن مرض تصلب الجلد عبارة عن مجموعة من الاضطرابات التي تصيب الجلد والأنسجة الضامة، بحيث تسبب تيبسًا وتصلبًا في الجلد، ومن الجدير بالذكر أن مرض تصلب الجلد يتطور بشكل تدريجي على المدى الطويل، ولا يعد مرضًا معديًا أو وراثيًا؛ بالرغم من أنه من الممكن أن يصيب أكثر من شخص من نفس العائلة، وتختلف أنواع ودرجات تصلب الجلد وتتراوح بين خفيفة إلى شديدة، قد تمتد إلى الأوعية الدموية والجهاز الهضمي والأعضاء الداخلية، وتعد النساء الأكثر إصابة بمرض تصلب الجلد وخصوصًا النساء التي تتراوح أعمارهن بين 30-50 سنة، والآتي من المقال سيتناول الإجابة على سؤال: 

"ما هو تصلب الجلد؟" 

ما هو تصلب الجلد تصلب الجلد هو مرض مزمن ولا يمكن الشفاء منه، والهدف من العلاج والأدوية التخفيف من أعراض المرض وحدته على المريض، ويُنتج هذا المرض الجهاز المناعي، إذ يقوم بتحفيز الجسم على إنتاج الكثير من الكولاجين وهو بروتين مهم للجلد، مما يؤدي إلى زيادة سمك الجلد وتصلبه، بالإضافة إلى تشكل الندوب في الرئة والكلى وزيادة سمك الأوعية الدموية وبالتالي زيادة ضغط الدم وفقدان القدرة على القيام بوظيفتها بالشكل الصحيح، وبعد معرفة "ما هو تصلب الجلد؟" بشكل عام، ومن المفيد التعرف على أنواعه والتي تختلف حسب الأجزاء المصابة بالجسم، وينقسم تصلب الجلد إلى نوعين رئيسين هما:

 تصلب الجلد الموضعي: 

ما هو تصلب الجلد الموضعي؟ هو نوع من التصلب يصيب الجلد ولا يمتد إلى الأعضاء الداخلية، ويعد من أقل درجات التصلب شدة، ويمثل الآتي أنواع التصلب الموضعي:
القشيعة: تظهر على شكل بقع بيضوية ذات لون أفتح أو أغمق من لون البشرة، وتتخذ مظهرًا لامعًا وخاليًا من الشعر، وتكون هذه البقع ذات حدود أرجوانية، وأحيانًا من الممكن أن تسبب حكة، وبشكل عام تظهر هذه البقع على البطن والصدر والظهر، كما قد تظهر على الوجه والذراعين والساقين، وتؤثر القشيعة على الطبقة الخارجية من الجلد، وفي بعض الأحيان يمكن أن تؤثر على الطبقة الأكثر عمقًا، لتحد من حركة المفاصل.
التصلب الخطي: يتخذ هذا النوع من التصلب شكل خطوط أو شرائط على الأطراف، وفي حالات نادرة تصيب الرأس والوجه،[١] وهذا النوع من التصلب الموضعي يعد أشد خطورة من القشيعة لأنه يؤثر على وظيفة الأطراف التي يصيبها ويحد من حركتها ويؤثر على نموها، وفي حالة إصابة الرأس والوجه قد تشمل الأعراض اضطرابات عصبية وتشنجات، ويمكن أن يمتد ويصل للعضلات والعظام ويسبب تشوهًا فيها.

تصلب الجلد الجهازي: 

هذه الفقرة ستتحدث عن ما هو تصلب الجلد الجهازي، والذي يسمى أيضًا بتصلب الجلد العام، وذلك لأنه يؤثر على أجزاء وأجهزة عديدة في الجسم، ويؤثر على الدورة الدموية في الجسم، ويشمل النوعيين الآتيين:
تصلب الجلد المحدود: 
يمكن إجابة سؤال: "ما هو تصلب الجلد المحدود؟" بأنه أحد أنواع تصلب الجلد الجهازي، حيث يبدأ ببطء وتزداد حدته مع الوقت، ويصنف كأقل خطورة من تصلب الجلد المنتشر، كما أنه يصيب جلد الوجه واليدين والأقدام، وبالرغم من أن المنظر الخارجي لمعظم مرضى التصلب المحدود جيد؛ إلا أنه يزداد سوءًا مع الوقت، ويسبب تلف في الرئة والأمعاء والمريء، كما من المحتمل أن يؤثر على القلب ويسبب ارتفاع ضغط الدم في الرئة.
تصلب الجلد المنتشر: 
يتطور هذا النوع من مرض تصلب الجلد بسرعة، ويتأثر به الجلد الموجود في الجذع والفخذ والأقدام، حيث يصبح سميكًا، كما يؤثر على الأعضاء الداخلية مثل القلب والرئة والكلى والجهاز الهضمي، ويعاني مرضى هذا النوع من تصلب الجلد من الضعف والاجهاد وصعوبة التنفس والبلع وفقدان الوزن،كما يسبب هذا النوع تصلبًا في جلد اليدين إلى أعلى منطقة الرسغ.

أعراض تصلب الجلد 

بعد مناقشة "ما هو تصلب الجلد؟" سيتحدث المقال عن أعراض تصلب الجلد، والتي تصيب أجزاء عديدة من الجسم، حيث تبدأ هذه الأعراض في اليدين والأصابع على شكل تصلب وشد وانتفاخ بسبب الحساسية للبرد أو الضغط النفسي وتورم في اليدين والأقدام وخاصة فترة الصباح، والآتي يمثل أعراض تصلب الجلد: 
  • جلد سميك ومتصلب وذو مظهر لامع وأملس، وهو أكثر شيوعًا في اليدين والوجه. 
  • برودة في أصابع اليدين والقدم مع تغير لونها إلى الأحمر أو الأزرق أو الأبيض، ويسمى هذا العرض بمرض رينود. 
  • قرحة أو التهاب في أطراف أصابع اليدين. 
  • بقع حمراء على الوجه والصدر، بسبب توسع الشعيرات الدموية. 
  • تورم أو انتفاخ مع وجود ألم في أصابع اليدين أو القدمين. 
  • تورم وألم في المفاصل. 
  • ضعف في العضلات. 
  • جفاف في العينين والفم. 
  • صعوبة في التنفس. 
  • حرقة المعدة. 
  • إسهال. 
  • فقدان الوزن. 

تشخيص تصلب الجلد 

يعد مرض تصلب الجلد من الأمراض التي يصعب تشخيصها لأن المرض يتطور بشكل تدريجي مع الوقت ويظهر بأشكال مختلفة عند كل مريض، كما أن بعض أعراضه مثل ارتجاع المريء يمكن أن تعود لأسباب أخرى غير التصلب، ويتم تشخيص هذا المرض من قبل طبيب الروماتيزم وهو أخصائي أمراض المفاصل والأنسجة الضامة، ومن الفحوصات المتبعة لتشخيص تصلب الجلد الآتي:
  • إجراء فحص مجهري للجلد للتأكد من وجود تغييرات في الأوعية الدموية الصغيرة والشعيرات الدموية الموجودة حول الأظافر في اليدين. 
  • أخذ خزعة. 
  • فحوصات مخبرية للدم من أجل التأكد من مستوى بعض الأجسام المضادة في الدم. 
  • يتأكد الطبيب من سماكة الجلد ومن عدم وجود ارتجاع في المريء أو صعوبة في التنفس أو ألم في المفاصل أو ترسب للكالسيوم. 
  • إجراء فحوصات للتأكد من عدم وجود مضاعفات في الرئة أو القلب أو الجهاز الهضمي. 

علاج تصلب الجلد 

بعد الإجابة عن سؤال: "ما هو تصلب الجلد؟"، سيتناول المقال الحديث عن الأدوية المستخدمة في علاج هذا المرض، في الحقيقة لا يوجد أدوية لعلاج مرض تصلب الجلد، إلا أنه يمكن تناول أدوية لعلاج أعراض هذا المرض، ومن الأدوية المستخدمة في علاج أعراض مرض تصلب الجلد: 
  • مضادات الالتهاب غير ستيرويدية مثل الأسبرين والأيبوبروفين حيث تفيد في حالة وجود ألم أو تورم. الستيرويد وأدوية أخرى تساعد على السيطرة على الاستجابة المناعية، وتساهم هذه الأدوية في تخفيف المشاكل المتعلقة بالعضلات أو المفاصل أو الأعضاء الداخلية. 
  • أدوية لتحسين تدفق الدم إلى الأصابع. 
  • أدوية لضغط الدم. 
  • أدوية لعلاج حرقة المريء. 
  • أدوية لفتح الأوعية الدموية في الرئتين أو لمنع حدوث ندوب في نسيج الرئة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فهم متلازمة شجوجرن: دليل للجميع

فهم الاختلافات بين آلام الظهر الميكانيكية وآلام الظهر الالتهابية: دليل شامل للعلاج

الأعراض الروماتيزمية التي يجب أن تنبهك لزيارة طبيب الروماتيزم