ما هو التيبس الفقاري المناعي؟

 


هو أحد أمراض المناعة الذاتية طويلة الأمد، تظهر الأعراض الأولية للمرض عادة بين سن 15 - 30 عاماً، ويؤثر بشكل رئيسي على منطقة الظهر والعمود الفقري.
حيث يعاني المريض من تيبس الظهر والشعور بآلام مزمنة فيه تزداد حدتها مع الراحة وتقل عند ممارسة الأنشطة البدنية، وتنتج الآلام المصاحبة لهذه الحالة عن التهاب المفاصل بين عظام الحوض وقاعدة العمود الفقري.
وسرعان ما تنتشر هذه الالتهابات تدريجياً إلى المفاصل بين فقرات العمود الفقري حتى تؤثر في نهاية الأمر على العمود الفقري كاملًا.
وبالتالي تصبح حركة المريض مع مرور الوقت محدودة نتيجة نمو عظام جديدة والتحام الفقرات مع بعضها البعض فتصبح معرضة للكسر.
وقد يؤثر التيبس الفقاري المناعي على بعض المفاصل الأخرى مثل الكتفين والوركين والركبتين أيضاً.
كما وجد أن في أكثر من 30% من حالات التيبس الفقاري المناعي تصيب أعين المرضى، مما ينتج عنه الإصابة بالتهاب قزحية العين الحاد.

ما هي أسباب التيبس الفقاري المناعي؟

قد لا تكون واضحة تماماً في كثير من الحالات.
ولكن السبب الأكثر شيوعًا الذي تم التوصل إليه في غالبية هذه الحالات هو العوامل الوراثية والجينية، فغالبية حالات هذا المرض لديهم جين (HLA-B27) وهو أحد جينات عائلة مستضدات كريات الدم البيضاء (HLA)التي تساعد الجهاز المناعي للجسم على التفرقة بين بروتينات الجسم والبروتينات التي تصنعها الأجسام الغريبة مثل البكتيريا والفيروسات.
وعند حدوث تغيرات في جين مستضد كريات الدم البيضاء (HLA-B) ينتج بروتين HLA-B27 المسئول عن الإصابة بالتيبس الفقاري في غالبية الحالات.
ولكن يجب العلم أنه ليس بالضرورة أن جميع حاملي هذا الجين بالمرض، فقد وجد أن حوالي 90% من حاملي هذا الجين لم يصابوا بالتيبس الفقاري المناعي.

ما هي عوامل الخطر المؤدية للتيبس الفقاري المناعي؟

تعد العوامل الوراثية أحد أهم عوامل الخطر المؤدية للإصابة بمرض التيبس الفقاري المناعي نتيجة وجود العلامة الجينية (HLA-B27) على خلايا الدم البيضاء،
وبالتالي فإن الأشخاص المولودين في عائلة لديها تاريخ مرضي للإصابة يكونوا أكثر عرضة لخطر الإصابة عن غيرهم،
ولكن ليس بالضرورة أن يكون كل من يحمل هذا الجين معرضاً للإصابة كما ذكر سابقًا،

يوجد بعض العوامل الأخرى التي قد تحفز الإصابة بمرض التيبس الفقاري المناعي مثل:

  • الإصابة بمرض كرون.
  • الإصابة بالصدفية.
  • الإصابة بمرض التهاب القولون التقرحي.
  • كما وجد أن الرجال كثر عرضة من النساء للإصابة بالمرض.
  • يعد التدخين من عوامل الخطورة المهمة جدا.

ما هي أعراض التيبس الفقاري المناعي؟

يؤثر التيبس الفقاري المناعي بشكل رئيسي على المفاصل التي تربط بين قاعدة العمود الفقري والحوض.
في بعض الحالات قد يؤثر أيضاً على مفاصل أخرى مثل الكتف والركبة والورك، كما قد يؤثر على الجلد والعينين والأمعاء أيضاً.
وتتطور أعراض التيبس الفقاري المناعي تدريجيًا وببطء على مدى عدة أشهر أو سنوات وتزداد حدتها بمرور الوقت.

ومن أبرز الأعراض التي يعاني منها المرضى:

  • تيبس وتصلب منطقة الظهر والرقبة والأرداف أيضاً والشعور بألم شديد بهم، وتزداد حدة الألم غالباً في الصباح وفي أوقات الراحة، وتخف حدته عند ممارسة الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية.
  • الشعور بالألم في الأوتار والأربطة خاصة في مقدمة الصدر ومؤخرة الكعب.
  • قد تصاب بعض الحالات بالتهاب المفاصل إلى جانب التيبس الفقاري، مما قد يسبب انتفاخ المفصل والشعور بالدفء به والألم عند تحريكه.
  • بعض المرضى قد يواجهوا صعوبة في التنفس بعمق نتيجة الألم الذي يشعرون به في ضلوع الصدر.
  • الشعور بالتعب والإعياء العام بالجسم.

كيفية تشخيص التيبس الفقاري المناعي

يبدأ تشخيص حالات التيبس الفقاري المناعي بإطلاع الطبيب على كافة الأعراض التي يعاني منها المريض ومدة استمرارها، حيث تختلف الآلام والأعراض المصاحبة لهذه الحالة عن آلام المفاصل الميكانيكية بأنها تستمر لمدة طويلة تتجاوز 3 أشهر في المرضى اللذين تقل اعمارهم عن اربعين عاما، بينما الآلام الميكانيكية سرعان ما تزول خلال بضعة أسابيع، كما يتسبب التيبس الفقاري في شعور المريض بالتيبس والتصلب الشديد فيشعر وكأنه مصنوع من المعدن.
وعند الاشتباه في الإصابة بمرض التيبس الفقاري المناعي بعد الاطلاع على الأعراض والفحص البدني، يطلب_الطبيب إجراء بعض الفحوصات التي تساعد في تأكيد الإصابة مثل:
  • فحوصات الدم.
  • الفحص بالأشعة السينية.
  • الفحص بالرنين المغناطيسي.
  • قد يتم إجراء فحص دم للعلامة الجينية HLA-B27.

ما هي مضاعفات التيبس الفقاري المناعي عند الاهمال في معالجته

  • تلف المفاصل المصابة.
  • الإصابة بالتهاب القزحية.
  • هشاشة العظام التي قد تؤدي في النهاية إلى كسر عظام العمود الفقري.
  • زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

هل يوجد علاج نهائي للتيبس الفقاري المناعي؟

يعتمد علاج مرض التيبس الفقاري المناعي على تخفيف حدة الأعراض والسيطرة عليها وحماية المريض من المضاعفات الخطيرة المترتبة عليه من التصاق بالفقرات و انحناء للعمود الفقري.

وتتضمن أهم طرق العلاج:

  • ممارسة التمارين الرياضاية و خصوصا السباحة.
  • التوقف عن التدخين.
  • يلجأ الطبيب أولاً بعلاج التيبس الفقاري المناعي بالأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب.
  • مضادات الروماتيزم البيولوجية المعدلة للمرض التي تساعد في تخفيف حدة الألم والتورم بالمفاصل.

علاج التيبس الفقاري المناعي بالعلاج البيولوجي:

يقصد به استخدام أحد أنواع الأدوية المعدلة الوراثية التي شاع استخدامها حديثاً، حيث تعمل على السيطرة على المرض وما يسببه من أعراض عن طريق التأثير على الجهاز المناعي للجسم.

العلاج الطبيعي وممارسة التمارين الرياضية:

تساعد جلسات العلاج الطبيعي وممارسة التمارين الرياضية في المحافظة على حركة العمود الفقري للمريض والحد من إصابته بالتيبس، ويشمل ذلك ممارسة تمارين التقوية والتمارين الهوائية، والخضوع لجلسات التدليك والعلاج المائي.

نصائح للتعامل مع حالة التيبس الفقاري المناعي

  • إتباع نظام غذائي صحي متوازن وغني بالعناصر الغذائية الهامة للحفاظ على الوضع الصحي العام للجسم.
  • إذا كان المريض مدخناً أو من شاربي الكحول، فيجب أن يقلع عن هاتين العادتين، حيث يتسبب التبغ والكحول في إلحاق الضرر بالعمود الفقري وتسريع إصابته بالتلف نتيجة الهشاشة التي تحدث به.
  • الحفاظ على الوزن الصحي للجسم، لأن زيادة الوزن تتسبب في وضع المزيد من الضغط على العمود الفقري ومفاصل الجسم بشكل عام.
  • يجب أن يكون المريض على إتصال دائم بطبيبه الخاص، ويقوم بإجراء كافة الفحوصات اللازمة لمتابعة تقدم المرض ومدىة إستجابة الجسم للعلاج بصورة دورية.

الخلاصة

التشخيص مبكراً لمرض التيبس الفقاري يحميك من مضاعفات المرض ومع العلاج يمنع تشوهات الفقرات ويمتع المريض بصحة وحركة جيدة.

دمتم بصحة و عافية.
الدكتور مازن عبدالله الزعبي/ استشاري امراض الباطنية العامة و امراض الروماتيزم و المفاصل

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فهم متلازمة شجوجرن: دليل للجميع

فهم الاختلافات بين آلام الظهر الميكانيكية وآلام الظهر الالتهابية: دليل شامل للعلاج

الأعراض الروماتيزمية التي يجب أن تنبهك لزيارة طبيب الروماتيزم