الحمل والأمراض الروماتيزمية: ما تحتاج إلى معرفته




الأمراض الروماتيزمية هي مجموعة من الحالات التي تؤثر على المفاصل والعضلات والأنسجة الضامة. وهي تشمل التهاب المفاصل الروماتويدي (RA)، والذئبة الحمراء، وغيرها من اضطرابات المناعة الذاتية. يمكن أن تؤثر هذه الأمراض على النساء في سن الإنجاب وقد يكون لها تأثير على نتائج الحمل.

الأمراض الروماتيزمية ونتائج الحمل

وفقا للعديد من الدراسات، فإن النساء الحوامل المصابات بأمراض الروماتيزم أكثر عرضة لخطر النتائج السلبية للأم والجنين مقارنة بالنساء اللاتي لا يعانين من هذه الأمراض. بعض المضاعفات المحتملة تشمل:

  • الولادة القيصرية: النساء المصابات بالأمراض الروماتيزمية أكثر عرضة للولادة القيصرية لأسباب مختلفة، مثل الاظطرابات التي تصيب  الجنين، أو تسمم الحمل، أو تفضيل الأم.
  • تسمم الحمل: وهي حالة تتميز بارتفاع ضغط الدم والبروتين في البول أثناء الحمل. يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لكل من الأم والطفل. النساء المصابات بأمراض الروماتيزم، وخاصة مرض الذئبة الحمراء، أكثر عرضة للإصابة بتسمم الحمل من النساء اللاتي لا يعانين من هذه الأمراض.
  • ارتفاع ضغط الدم الحملي: هو ارتفاع ضغط الدم الذي يتطور أثناء الحمل وعادةً ما يختفي بعد الولادة. يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل والمضاعفات الأخرى. النساء المصابات بأمراض الروماتيزم، وخاصة التهاب المفاصل الروماتويدي، أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم الحملي من النساء اللاتي لا يعانين من هذه الحالات.
  • الولادة المبكرة: هي ولادة الطفل قبل الأسبوع 37 من الحمل. يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الوزن عند الولادة، وضيق في التنفس، ومشاكل أخرى لحديثي الولادة. النساء المصابات بالأمراض الروماتيزمية أكثر عرضة للولادة المبكرة مقارنة بالنساء اللاتي لا يعانين من هذه الأمراض.
  • انخفاض الوزن عند الولادة: هو وزن الطفل عند الولادة الذي يقل وزنه عن 2500 جرام. يمكن أن يزيد من خطر العدوى والنزيف وتأخر نمو الطفل. النساء المصابات بأمراض الروماتيزم أكثر عرضة لإنجاب أطفال منخفضي الوزن عند الولادة مقارنة بالنساء اللاتي لا يعانين من هذه الأمراض.
  • صغير بالنسبة لعمر الحمل: هذا هو الوزن عند الولادة للطفل الذي يقل عن المئين العاشر لعمر الحمل. يمكن أن يشير إلى تقييد النمو داخل الرحم، مما يعني أن الطفل لم ينمو بشكل جيد في الرحم. النساء المصابات بالأمراض الروماتيزمية أكثر عرضة لإنجاب أطفال صغار في عمر الحمل مقارنة بالنساء اللاتي لا يعانين من هذه الحالات.
  • التشوهات الخلقية: هي العيوب الخلقية التي تؤثر على بنية الجسم أو وظيفته. يمكن أن تتراوح من طفيفة إلى شديدة وتؤثر على مختلف الأعضاء والأنظمة. النساء المصابات بأمراض الروماتيزم أكثر عرضة لإنجاب أطفال مصابين بتشوهات خلقية مقارنة بالنساء اللاتي لا يعانين من هذه الحالات.
  • ولادة جنين ميت: وهي وفاة الجنين في الرحم بعد 20 أسبوعًا من الحمل. يمكن أن يكون سببه عوامل مختلفة، مثل الالتهابات أو مشاكل المشيمة أو حوادث الحبل السري. النساء المصابات بالأمراض الروماتيزمية أكثر عرضة لولادة جنين ميت مقارنة بالنساء اللاتي لا يعانين من هذه الحالات.

العوامل المؤثرة على نتائج الحمل لدى النساء المصابات بالأمراض الروماتيزمية


قد يتأثر زيادة خطر نتائج الحمل السلبية لدى النساء المصابات بأمراض الروماتيزم بعدة عوامل، مثل:

  • نشاط المرض: وهذا هو مستوى الالتهاب والأعراض الناجمة عن مرض الروماتيزم. ارتفاع نشاط المرض يمكن أن يؤدي إلى تفاقم حالة الأم والطفل. النساء المصابات بأمراض الروماتيزم النشطة أثناء الحمل لديهن معدلات أعلى للخداج، وصغيرة بالنسبة لعمر الحمل، والولادة القيصرية مقارنة بالنساء المصابات بأمراض غير نشطة.
  • استخدام الأدوية: وهو استخدام الأدوية لعلاج مرض الروماتيزم أو مضاعفاته. بعض الأدوية يمكن أن تكون ضارة للجنين وتسبب تشوهات خلقية، في حين أن بعضها الآخر يمكن أن يكون آمنًا ومفيدًا. يجب على النساء المصابات بأمراض الروماتيزم استشارة أطبائهن حول أفضل خيارات الدواء قبل وأثناء الحمل.
  • الأمراض المصاحبة: هي حالات طبية أخرى تصاحب مرض الروماتيزم. يمكن أن تؤثر على صحة الأم والطفل. قد تصاب النساء المصابات بالأمراض الروماتيزمية بأمراض مصاحبة مثل مرض السكري أو اضطرابات الغدة الدرقية أو أمراض الكلى التي تتطلب رعاية خاصة أثناء الحمل.
  • عوامل نمط الحياة: هي العادات والسلوكيات التي تؤثر على صحة الأم والطفل. وهي تشمل التدخين، واستهلاك الكحول، والنظام الغذائي، وممارسة الرياضة، وإدارة الإجهاد. يجب على النساء المصابات بأمراض الروماتيزم اتباع أسلوب حياة صحي لتحسين نتائج الحمل.

إدارة الحمل لدى النساء المصابات بالأمراض الروماتيزمية


يمكن أن يكون الحمل لدى النساء المصابات بأمراض الروماتيزم أمرًا صعبًا ولكنه مجزٍ. ويتطلب الأمر تخطيطًا ومراقبة دقيقة من قبل فريق متعدد التخصصات من المهنيين الصحيين، بما في ذلك أطباء الروماتيزم وأطباء التوليد وأطباء حديثي الولادة والممرضات. بعض الجوانب الرئيسية للإدارة تشمل:

  • استشارات ما قبل الحمل: وهي تقديم المعلومات والنصائح للنساء المصابات بأمراض الروماتيزم والراغبات في الحمل. ويهدف إلى تحسين صحة الأم والطفل، وتقليل مخاطر حدوث مضاعفات. ويتضمن تقييم نشاط المرض، واستخدام الأدوية، والأمراض المصاحبة، وعوامل نمط حياة المرأة، وإجراء التعديلات اللازمة قبل الحمل.
  • رعاية ما قبل الولادة: هذا هو الفحص والمراقبة المنتظمة للأم والطفل أثناء الحمل. ويهدف إلى اكتشاف وعلاج أي مشاكل قد تنشأ، وضمان ولادة آمنة وصحية. ويتضمن قياس ضغط الدم، وبروتين البول، والوزن، ونمو الجنين للأم، وإجراء اختبارات الدم، والموجات فوق الصوتية، وغيرها من الاختبارات حسب الحاجة. كما يتضمن أيضًا ضبط الدواء وإدارة نشاط المرض لدى الأم وتوفير التعليم والدعم.
  • رعاية ما بعد الولادة: وهي رعاية ومتابعة الأم والطفل بعد الولادة. ويهدف إلى تعزيز تعافي ورفاهية كليهما، ومنع أو علاج أي مضاعفات. وهو يتضمن مراقبة ضغط الدم والنزيف والعدوى والرضاعة الطبيعية للأم وإجراء الفحوصات البدنية واختبارات الفحص والتحصينات للطفل. كما يتضمن أيضًا استئناف العلاج أو تغييره وإدارة النشاط المرضي للأم وتقديم المشورة والدعم.

الخاتمة


يرتبط الحمل بين النساء المصابات بأمراض الروماتيزم بزيادة خطر حدوث نتائج سلبية على الأم والجنين. ومع ذلك، مع التخطيط والمراقبة والإدارة السليمة، يمكن لمعظم النساء المصابات بالأمراض الروماتيزمية أن يحصلن على حمل ناجح وأطفال أصحاء. يعد التعاون الوثيق بين المرأة وعائلتها وفريق الرعاية الصحية الخاص بها أمرًا ضروريًا لتحقيق أفضل النتائج الممكنة.

دمتم بصحة وعافية.
الدكتور مازن عبدالله الزعبي/ اخصائي امراض الروماتيزم والمفاصل.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فهم متلازمة شجوجرن: دليل للجميع

فهم الاختلافات بين آلام الظهر الميكانيكية وآلام الظهر الالتهابية: دليل شامل للعلاج

الأعراض الروماتيزمية التي يجب أن تنبهك لزيارة طبيب الروماتيزم